للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسلم ما يوجب تنزيه رسول الله عنهن أو التبرأ منهن لحصل ذلك في حياة رسول الله فلما لم يحصل ذلك، ثبت أنهنّ أهل لميثاق الزواج الذي جمعهن برسول الله.

كيف لا وقد خيّرهن الله تعالى بين زينة الدنيا ومتاعها وبين الارتباط برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا والآخرة فقال في سورة الأحزاب {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً. وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً}.

فاخترن جميعاً الله ورسوله والدار الآخرة، ولو قُدّر أنّ إحداهن اختارت ذلك وأضمرت في نفسها نفاقاً لأظهر الله تعالى ذلك لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم لئلا يغتر بها مغتر، فمكان الأزواج من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عظيم.

وعجيب أن يدندن الشيعة الإثنا عشرية حول آية التطهير وحول معنى تطهير الله لأهل البيت، ثم لا يعتقدون أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو سيد أهل بيته وخيرهم وأطهرهم قد طهّره الله عز وجل من الاقتران بالمنافقات والفاسدات!

ولسنا ندّعي بذلك أنّ زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معصومات لا يُخطئن بل هنّ كغيرهنّ من المؤمنات الصالحات القانتات، يخطئن ويصبن، يعصين ويتبن، لكن لم ولن تبلغ إحداهنّ ما يدّعيه الشيعة الإثنا عشرية فيهن ولا معشاره (١).


(١) يكفي أن تتصفح الكتب الشيعية التي تكلمت عن أم المؤمنين عائشة لترى العجب العجاب! فهذا البياضي يسميها في كتابه الصراط المستقيم باسم (أم الشرور) طاعناً في كتاب الله الذي سماها باسم (أم المؤمنين) في قوله الله تعالى عن النبي والمؤمنين {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُم} والمجلسي يصفها بالنفاق وذاك يجوّز لعنها، والقمي يروي في تفسيره ما يطعن في عرضها رضي الله عنها، وكلٌ يدلو بدلوه باسم حب أهل البيت وحب علي بن أبي طالب، وأهل البيت من هذا المعتقد وأصحابه براء.

<<  <   >  >>