للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنسى أم المؤمنين عائشة التي افتريتَ عليها ولأسألك: (أهذه قيمة رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في نظرك؟ يرتضي المبيت مع امرأة بهذا المستوى؟).

والله لو حكّمت عقلك لا هواك لما نطقت بهذه الضلالة.

والحديث الذي ذكرته قد ورد عن عبد الله بن عمر كذلك بصيغة أخرى تبين أنّ المراد من الإشارة نحو بيت عائشة إنما هو الإشارة إلى المشرق وما عُرف في أرض المشرق من القلاقل والفتن التي أنهكت الأمة، فالقدرية والخوارج والكيسانية والمعتزلة وغيرهم كلهم قد خرجوا من جهة المشرق (١).

فقد روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشير إلى المشرق، فقال: ها إنّ الفتنة ها هنا، إنّ الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان) (٢).

ثم أليس بيت عائشة هو بيت رسول الله كذلك؟!

أيزعم هؤلاء بأنّ بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو قرن الشيطان - عياذاً بالله؟!

إنّ الذي يصدق عليه مسمى (قرن الشيطان) لهو الفكر الذي يوجّه سهامه وبكل ضراوة تجاه زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه بهذه الصورة.


(١) ولا يعني ذلك أن لا يخرج في تلك الأراضي الأئمة والعلماء والصالحون فهؤلاء معلومون لكن القصد هو الإشارة إلى الصفة الغالبة لتلك الأراضي.
(٢) رواه البخاري - كتاب بدء الخلق - باب (صفة إبليس وجنوده) - حديث رقم (٣٢٧٩).

<<  <   >  >>