للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عند هذه اللحظة بدأت نفسي تتجاذبني، أأتكلم وأُنكر عليهما ما ذكراه في حق صحابي جليل كـ (عمر بن الخطاب) نصر الله به الإسلام والمسلمين، ونال شرف مصاهرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم له أم أكتفي بالصمت ما دام الموضوع بينهما وهما على عقيدة ترتضي مثل هذه الأمور (١)؟

لكني أشفقت عليهما من الاغترار بالباطل وسلوك طريقه، ورأيت أنّ من واجبي أن أنصحهما، فقلت: المعذرة على المقاطعة لكن لدي كلمة أود أن أقولها.

فقال البائع: تفضل.


(١) إني وأنا أتحدث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذا الكتاب استشعر حنق القارئ الشيعي الإثني عشري عليه وربما عليّ أيضاً لتمجيدي ومدحي لمثل هذه الشخصية، فشخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه عالقة بالذهن الشيعي بقصة الاعتداء على الزهراء وإسقاط جنينها كما تذكر ذلك بعض الروايات البائسة التي لا ترتقي لمستوى الاعتبار لا سنداً ولا متناً، وقد قمت بدراسة روايات هذه الأسطورة في أدبيات الفريقين ونقدها نقداً علمياً متناً وسنداً، وسأرفق هذا المبحث في كتاب لي عن فاطمة الزهراء رضي الله عنها أسأل الله تعالى أن ييسر لي الانتهاء منه وإخراجه في أقرب فرصة ممكنة.
ولهذا أقول للقارئ الشيعي الذي يزعجه الثناء على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إنّ الشخصية المرسومة في الذهن الشيعي عن هذا الصحابي الكبير ليس بالضرورة أن تكون صحيحة، فبين عمر وبين نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه وآل بيته مصاهرتان تشهدان بإيمان وجلالة قدر عمر عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حفصة بنت عمر رضي الله عنهما دليل واضح على عمق العلاقة بينهما، وزواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما دليل محبة وود متبادل بين عمر وعلي، وما الثناء الذي يذكره كتاب "نهج البلاغة" الشيعي في عمر بن الخطاب -كما سيأتي- إلا دليل آخر على عمق العلاقة بينهما وعلى زيف قصة الاعتداء على الزهراء، والتي شكك فيها بعض كبار علماء الشيعة مثل المرجع الديني الكبير محمد حسين فضل الله، فما أحلى أن نضع الأمور في نصابها الصحيح بعيداً عن التطرف والتمسك بالأساطير.

<<  <   >  >>