للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقصى بلادهم. ليس بعدك مرجع يرجعون إليه، فابعث إليهم رجلاً محرباً، واحفز معه أهل البلاء (١) والنصيحة، فإن أظهر الله فذاك ما تُحب، وإن تكن الأخرى، كنت ردأً (٢) للناس ومثابة (٣) للمسلمين) (٤).

ويخاطب عمر قائلاً: (فكن قطباً، واستدر الرحا بالعرب، وأصلهم دونك نار الحرب فإنك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها، حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم إليك مما بين يديك. إنّ الأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولوا: هذا أصل العرب، فإذا اقتطعتموه استرحتم فيكون ذلك أشد لكَلِبهم عليك وطمعهم فيك) (٥).

ويمدح عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد موته قائلاً: (لله بلاء فلان (٦)، فلقد قوّم الأود (٧)، وداوى العمد (٨)، وأقام السنة، وخلّف الفتنة (٩) ذهب نقي الثوب، وقليل العيب.


(١) أهل المهارة في الحرب، والبلاء: هو الإجادة في العمل وإحسانه.
(٢) الردء بالكسر هو الملجأ
(٣) المثابة: المرجع
(٤) نهج البلاغة - خطبة رقم (١٣٤) (ومن كلام له وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج إلى غزو الروم).
(٥) نهج البلاغة - خطبة رقم (١٤٦) (ومن كلام له (ع) وقد استشاره عمر بن الخطاب في الشخوص لقتال الفرس بنفسه)
(٦) أي لله ما فعل من الخير
(٧) قوّم الاعوجاج
(٨) العمد – بالتحريك -: العلة
(٩) أي تركها خلفه، لا هو أدركها ولا هي أدركته

<<  <   >  >>