يقول: قبل أن أخبر أبي عن الموضع بالضبط، بادرني بإخباري عن رقم المجلد ورقم الصفحة والموضع بالذات، ثم قال لي: أخطأ الكاشاني في المسألة ونحن لا نوافقه على خطئه وانتهى الأمر.
فقلت للشاب: وأنت ما رأيك؟ أتوافق أباك فيما قاله؟
قال: نعم، الكاشاني أخطأ ونحن لا نوافقه.
فقلت له: القرآن هو المصدر الأول الذي يقوم عليه التشريع الإسلامي، والتشكيك فيه والقول بوقوع التحريف فيه هدم للدين، لو كنا نتكلم عن مسألة فقهية بسيطة لكان كافياً أن يُقال (فلان أخطأ وانتهى الأمر)، أما أن يطعن الكاشاني في كتاب الله بهذه الصورة وتقول عنه أخطأ، فليس هذا بصحيح أبداً.
يا صاحبي، انس للحظات أنّ الكاشاني شيعي وانتصر لكتاب الله، إن لم يكن الطعن في كتاب الله والتشكيك فيه أو القول بزيادته أو نقصانه كفراً، فما هو الكفر؟
صمتّ ولم أشأ أن أحرجه وأثقل عليه، فأغلقت الموضوع، وبقيت معه زمناً أتناقش معه في أمور أخرى حتى فاجأني يوماً باعتذار على استيحاء يقول لي فيه بأنّ أحد السادة طلب منه أن لا يجالسني، لم أطلب منه تفسيراً مقنعاً لهذا الطلب فقد تفهمت وضعه فشكرته شكر مودع على أمل اللقاء به في يوم من الأيام.
رجعت من "السيدة زينب" محمّلاً بالكتب بعد شهر كامل قضيته في سوريا، وبت متشوقاً لقراءة ما قدمت به من هناك.
لقد كانت هذه الزيارة كنزاً نفيساً أهداني إياه الزمان، لكنه لم يكن الوحيد.
فقد كان للنقاشات الفردية أيضاً دورها في هذا الإثراء المعرفي كما سيأتي بيانه بين طيات هذا السِفر.