للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، اللهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الحق عليك، وكانوا من ذلك لك وإليك، واشكرهم على هجرتهم فيك ديارهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثرة في اعتزاز دينك إلى أقله، اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا اغفر لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان خير جزائك، الذين قصدوا سمتهم، وتحروا جهتهم، لو مضوا إلى شاكلتهم لم يثنهم ريب في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفو آثارهم والائتمام بهداية منارهم مكانفين ومؤازرين لهم يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يتفقون عليهم، ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم) (١).

وأما الإمام زيد بن علي بن الحسين، فقد ذكر الإمام (المنصور بالله) عبد الله بن حمزة –وهو من أئمة الزيدية الكبار – في كتاب له اسمه (جواب المسائل التهامية) نظرته للصحابة فقال: (فإنه عليه السلام أثنى عليهم على الإجمال وعدّد مزاياهم على غيرهم) ثم قال: (فهم خير الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعده فرضي الله عنهم وجزاهم عن الإسلام خيراً، ثم قال: فهذا مذهبنا لم نخرجه غلطة ولم نكتم سواه تقية، ومن هو دوننا مكاناً وقدرة يسب ويلعن ويذم ويطعن ونحن إلى الله – سبحانه – من فعله براء، وهذا ما يفضي به علم آبائنا منا إلى علي عليه السلام) إلى قوله: (وفي هذه الجهة من يرى محض الولاء سب الصحابة ش والبراء منهم، فيبرأ من محمد صلى الله عليه وآله وسلم من حيث لا يعلم وأنشد: ... وإن كنت لا أرمي وترمي كنانتي ... تصب جائحات النبل كشحي ومنكبي (٢) (٣)


(١) الصحيفة الكاملة للإمام زين العابدين ص٣٩ وأعيان الشيعة ١/ ٦٤٥
(٢) الكشح: ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف، والمنكب: العضو الرابط بين كتف الإنسان ويده.
(٣) الرياض المستطابة ص٣٠٠

<<  <   >  >>