للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأمثلة في ذلك تطول .. والتلاعب بكتاب الله مستمر ما دامت التعصبات قائمة في نفوس أصحابها.

لكني أرمي إلى قضية أخرى بالغة الأهمية وهي أنّ لتفسير القرآن الكريم أصوله وقواعده التي يُفسر من خلالها وإلا كان ألعوبة للجميع، ألعوبة لكل حزب ولكل فرقة ومِلّة!!

ولذا ينبغي للمفسر قبل الشروع في تفسير آية أن يُحيط بسبب نزولها وهل نُسخت أم لا؟ وأن يكون ملماً باللغة العربية إلماماً جيداً مع فهم سياق الآيات وما ترمي إليه وما وجه ترابطها وتناسبها بما قبلها وما بعدها.

ولو أنّ طاعناً لم يرد الطعن في الصحابة بل في الرسول ذاته باستخدام هذا النمط من التفسير الذي يفسر به القمي والعياش والكليني وغيرهم معتمداً على الهوى لا على الأصول العلمية للتفسير لكان له ذلك، تماماً كما يفعل المستشرقون والقساوسة عادة في الآيات التي تخاطب النبي عليه الصلاة والسلام!!

قارن بين أقوال جولدزيهر وأمثاله من المستشرقين في رسول الله وأساليبهم في التعامل مع النصوص التي تتضمن عتاب الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم على أمر فعله كنحو قوله تعالى {عَفَا اللهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} (١) أو {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم} (٢) وبين استغلال التيجاني مثلاً للآيات التي تعاتب الصحابة على تباطؤهم بالقتال أو على خطأ وقعوا فيه أو تقصير للطعن فيهم والتشنيع عليهم ووصفهم بالردة والكفر! وجهان لعملة واحدة، وعليك أن تعي ذلك جيداً ..


(١) سورة التوبة آية ٤٣
(٢) سورة التحريم آية ١

<<  <   >  >>