للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولاً: لقد نصت كتب التفسير عند أهل السنة وكذا كتب التاريخ وبعض كتب الشيعة الإثني عشرية على أنّ هذه الآية قد نزلت في واقعة محددة وهي (غزوة أحد)، فما الذي حوّلها إلى سقيفة بني ساعدة وإلى الصراع السني الشيعي الإثني عشري؟!

وكأنّ التيجاني وكُتّاب الشيعة المعاصرين لم يقرأوا ما قاله المفسر الشيعي محمد جواد مغنية في تفسيره الكاشف من أنّ الآية تشير (إلى واقعة معينة وهي وقعة أحد) (١) أو ما قاله آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره (الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل): (سبب النزول أنّ الآية الأولى من هاتين الآيتين ناظرة أيضاً إلى حادثة أخرى من حوادث معركة أحد، وهي الصيحة التي ارتفعت فجأة في ذروة القتال بين المسلمين والوثنيين أنّ محمداً قد قتل) (٢).

وقد كانت لموقعة أحد ظروفها الخاصة وملابساتها ولذلك جاءت الآيات الكريمات في سورة آل عمران وفقاً لتلك الظروف والملابسات، واستخدام الآية الكريمة للاستدلال على وقائع أخرى كحادثة السقيفة أو موقعة الجمل لا يخلو من غرابة ومن مزاجية.

فالاستدلال بها على قضية الإمامة أو حادثة السقيفة أو موقعة الجمل استدلال مزاجي، لا يمتّ للمنهجية العلمية بصلة.

ثانياً: تعتبر هذه الآية من أكبر الدلائل على عظم إيمان أبي بكر وحكمته وتفانيه في الدفاع عن دين الله، فموقفه الثابت يوم أن تُوفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خير شاهد على ذلك


(١) الكاشف ٢/ ١٦٩
(٢) الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ٢/ ٧١٧

<<  <   >  >>