أبي طالب وأبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام والحارث بن الصمة في رهط من المسلمين.
قال: فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب ومعه أولئك النفر من أصحابه، إذ علت عالية من قريش الجبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنه لا ينبغي لهم أن يعلونا، فقاتل عمر بن الخطاب ورهط معه من المهاجرين حتى أهبطوهم عن الجبل، ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صخرة من الجبل ليعلوها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بدُن فظاهر بين درعين فلما ذهب لينهض فلم يستطع، جلس تحته طلحة بن عبيدالله فنهض حتى استوى عليها.
ثم إنّ أبا سفيان حين أراد الانصراف أشرف على الجبل ثم صرخ بأعلى صوته: أنعمت فعال، إنّ الحرب سجال، يوم بيوم بدر، (اعل هبل) أي: أظهر دينك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: قم فأجبه فقل: الله أعلى وأجل، لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، فلما أجاب عمر رضي الله عنه أبا سفيان، قال له أبو سفيان: هلم إليّ يا عمر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ائته فانظر ما شأنه؟ فجاءه فقال له أبو سفيان: أنشدك الله يا عمر، أقتلنا محمدا؟ فقال عمر: اللهم لا، وإنه ليسمع كلامك الآن فقال: أنت أصدق عندي من ابن قميئة وأبر) (١).
وفي رواية البخاري (فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ ثلاث مرات، فنهاهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يُجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قُحافة؟ ثلاث مرات، ثم قال: أفي القوم
(١) رواه الطبري في تفسيره لقوله تعالى {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} من سورة آل عمران، والرواية صححها الألباني في تحقيقه لكتاب (فقه السيرة) للغزالي - حديث رقم (٢٥٨).