للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: نعم، قال: فكبّر، قال ابن عمر: تعال لأخبرك ولأبيّن لك عما سألتني عنه: أما فراره يوم أحد فأشهد أنّ الله عفا عنه.

وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانت مريضة فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ لك أجر رجل ممن شهد بدراً وسهمه).

وأما تغيّبه عن بيعة الرضوان فإنّه لو كان أحد أعز ببطن مكّة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه، فبعث عثمان، وكانت بيعة الرضوان بعدما ذهب عُثمان إلى مكّة، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده اليمنى: (هذه يد عثمان، فضَرَبَ بها على يَدِهِ، فقال: هذه لِعُثْمان، اذْهَبْ بِهذا الآن مَعَك) (١).

أما القسم الأخير وهم الذين ارتدوا على أعقابهم فلم أجد في حقهم رواية معتبرة يمكن الركون إليها، فقد رويت في شأنهم روايات ضعيفة جداً لا ترتقي إلى مستوى الاستدلال.

ولعلهم بعض المغترين بعبد الله بن أبيّ بن سلول كما يظهر من مجموع الروايات.

فأين هذه الحقائق ممن يمزجون الحق بالباطل فيجعلون أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وغالب أصحاب رسول الله من أهل الردة؟!

ولا يجعلون من الآية دليلاً على ردة هؤلاء في غزوة أحد فحسب بل على ردتهم بعد موت رسول الله في انتخابهم أبي بكر خليفة للمسلمين! أي إنصاف هذا؟ وأي ضمير يرتضي هذا التجني؟!


(١) رواه البخاري-كتاب المغازي- باب (قول الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَان} - حديث رقم (٤٠٦٦).

<<  <   >  >>