لكنك إذا ما سألت أحد الطرفين بعد انفضاض المجلس عن (أهل البيت) الذين يتكلم عنهم، ثم التفت للآخر وسألته السؤال ذاته لحصلت على إجابتين مختلفتين!
ولأدركت أنّ القوم قد خاضوا في نقاش طويل وعريض وفي تشعبات ومسائل خلافية لا حصر لها دون أن يحرروا قبل هذا كله مصطلح (آل البيت) الذي يتناقشون فيه ويؤصلون ويفرّعون عليه!
لهذا كان لازماً عليّ كباحث وعلى كل من يريد الحديث عن (أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم) أن يحرر قبل كل شيء مصطلح (الآل)، وإلا كان الحديث عن (آل البيت) حديثاً عاطفياً مجرداً عن الدليل والبرهان.
تحرير المصطلح
المتأمل لكتب اللغة وللآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة يلاحظ أنّ لفظ (الآل) له معان باعتبار مقامات لا يحسن تجاهلها أو عدّها أقوالاً مختلفة كما ذهب إلى ذلك الكثيرون قديماً وحديثاً.
فإنّ النصوص الشرعية لا تتناقض ولا يصح أن يُنظر إلى مصطلح (آل البيت) على أنه مصطلح غامض أو مختلف فيه، لا يُعرف له سطح من قاع!
لهذا حرصتُ أن أتتبع النصوص الشرعية الذاكرة لأهل البيت وموارد استخدامها لهذا المصطلح ثم نظرت في كلام العلماء العارفين بهذا الشأن، فخلصت بعد هذا الاستقراء بنتيجة مفادها أنّ آل البيت إجمالاً ودون الخوض في التفاصيل والأدلة مصطلح يضم ثلاثة بيوت:(بيت النسب، بيت السكنى، بيت الولادة).
فبنو هاشم أولاد عبد المطلب هم أهل بيت له صلى الله عليه وآله وسلم من جهة النسب ويُقال لأولاد الجد القريب: بيت، ويُقال: بيت فلان كريم شريف.