للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد شرفهن الله تعالى بتلاوة آياته والحكمة في بيوتهن فقال {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً} (١).

ولمكانتهن من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن المسلمين جعل الله تعالى الأجر لهن مضاعفاً إِنْ عملن صالحاً والعذاب مضاعفاً إن أتين بفاحشة (٢)، فقال عز من قائل {يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَاتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً. وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً} (٣).

وقد روى الشيخ الطبرسي (٤) في تفسيره "مجمع البيان ٨/ ١٥٣" عن أبي حمزة الثمالي عن زيد بن علي (ع) أنه قال: (إني لأرجو للمحسن منا أجرين، وأخاف على المسئ منا أن يضاعف له العذاب ضعفين، كما وعد أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم).

وروى عن علي بن عبد الله بن الحسين عن أبيه عن الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) أنه قال له رجل: إنكم أهل بيت مغفور لكم، قال: فغضب وقال: نحن أحرى أن يجري فينا


(١) سورة الأحزاب آية ٣٤
(٢) قال الإمام البغوي في تفسيره "معالم التنزيل ١/ ٣٧٤": (قوله عز وجل {يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَاتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَة} بمعصية ظاهرة، قيل: هوكقوله عز وجل {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُك} (الزمر- ٦٥) لا أنّ منهن من أتت بفاحشة).
(٣) سورة الأحزاب آية ٣١
(٤) أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي، ترجم له الشيخ عباس القمي في "الكنى والألقاب ٢/ ٤٤٤" واصفاً إياه بأنه: (فخر العلماء الأعلام أمين الملة والإسلام أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي، المذعن بفضله أعداؤه ومحبوه الفقيه النبيه الثقة الوجيه العالم الكامل المفسر العظيم الشأن، صاحب كتاب "مجمع البيان" الذي قال في حقه الشيخ الشهيد: (هو كتاب لم يعمل مثله في التفسير).

<<  <   >  >>