للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما أنهم بمنأى عن استغلال البسطاء وسرقة أموالهم كما يفعل أرباب الزعامات والتحزبات اليوم من استحلاب الرزق السريع باسم ولاية أهل البيت (١)!


(١) حاول أيها القارئ أن تدرس قضية الخمس بإنصاف بَدءاً بقراءة تفاسير جماهير المسلمين لآية الخمس ومقارنتها بتفاسير الشيعة الإثنى عشرية، انتقالاً إلى التنافس التاريخي بين نواب المهدي المنتظر على أموال الشيعة، ثم ما يحصل اليوم من تنافس بين الوكلاء والمرجعيات والأرصدة الخيالية لبعض المراجع.
وإلى ذلك يشير آية الله العظمى أحمد الحسني البغدادي في كلام صريح وخطير يقول فيه: (نرى اليوم بأم أعيننا مرجعاً دينياً إقليمياً ظهر على الساحة النجفية يحاول بكل ثقله الاستراتيجي ترشيح أحد حواشيه لمنصب المرجعية الإمامية، بل فتح له رصيداً من الدولار الأصفر بلا حدود من أرزاق الكادحين والمحرومين، وهو بالإجماع الحوزوي لم يكن مجتهداً مطلقاً بل ديكوراً، بل يظن أنه تحكم في كل شيء وأصبح قادراً على كل شيء، لذا نراه ينفق في تبذير ويتلذذ في تبذير، وهو لا يتقي غضب الله ولا سخط المستضعفين، ويحسب أنّ أجله ممدود وأن ليس وراءه حسيب ولا رقيب، وحتى نسي أنّ هناك واجباً وأنّ هناك حراماً، وأنّ هناك موتاً وأنّ هناك نشوراً، وكانت نهاية طموح مخططه التضليلي إذ أمات الله خليفته المرتقب فجأة وبلا علة، وفق المداولة القرآنية {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس}).
ويقول: (إني أنتقد لأني أبكي وأتعذب لا لأني أكره وأعادي، أنتقد هؤلاء بالأساليب العلمية الهادفة لأني أريدهم بمستوى المسؤولية الحركية الإسلامية التاريخية، وأنتقد المرجعية الدينية لأنها لا تحترم منطق الحوزة العلمية الملتزمة، أنتقد الحياة الفكرية لأني أعيشها بمعاناة بلا شروط، بلا اقتناع، بلا نظرية. إنّ كل دموع هؤلاء الضحايا من رجال الحوزات الدينية تنصب في عيوني، وأحزانهم تتجمع في قلبي، وآلامهم تأكل أعضائي، ليس لأني قديس بل لأني إنسان متألم حزين يتصور العذاب الحوزوي ويجربه ويعيشه معايشة ميدانية معمّقة). "حق الإمام في فكر السيد البغدادي ص٦٥ - ٦٦".
والمفاجأة التي نشير إليها هاهنا هي أنّ المراد بكلام البغدادي السابق هو آية الله العظمى أبو القاسم الخوئي وابنيه محمد وعبد المجيد! =
= ولعل من أهم ما يُذكر في موضوع الخمس هو اعتراف أحد مدّعي النيابة عن القائم المنتظر واسمه (محمد بن علي الشلمغاني)، وكان إذ ذاك يتنافس مع أبي القاسم بن روح على النيابة عن القائم الغائب وأخذ الخمس من الناس فظفر أبو القاسم ولم تتسنى للشلمغاني فرصة الاقتيات على أموال الخمس فكان مما قاله: (ما دخلنا مع أبي القاسم الحسين بن روح إلا ونحن نعلم فيما دخلنا فيه، لقد كنا نتهارش على هذا الأمر كما تتهارش الكلاب على الجيف) "كتاب الغيبة للطوسي ص٢٤١".
ومن الطريف أن تجد كتب بعض كبار علماء الشيعة تنص وبكل وضوح على أنّ من لا يدفع الخمس لهم فهو ابن زنا!!
فقد عنون العلامة يوسف البحراني في "الكشكول ٣/ ١٦" لأحد مواضيعه بعنوان (من جملة أسباب الزنا أكل الخمس) قال فيه بالنص: (وقد تواترت الأخبار معنى بتحليل الخمس للشيعة لتطيب ولادتهم، وفي بعضها أنّ الزنا خبث الولادة إنما دخل على المخالفين من جهة الخمس)!
فإلى هذه الدرجة يصل الحرص على أكل أموال الناس بالباطل!

<<  <   >  >>