للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجمهور المسلمين بل بين الشيعة أنفسهم (١)، فإنه تطور كذلك عقائدياً من غلو إلى غلو أكبر على مر الزمن.

حين تجد آية الله العظمى محمد الحسيني الشيرازي يصرّح في موسوعته "الفقه" (٢) بقوله: (وأما الغالي:- بمعناه الذي أراده الصدوق تبعاً لابن الوليد حتى إنه جعل أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم- فليس بكافر، بل قد ثبت بالأدلة خلافه، بل أصبح مثل هذا الاعتقاد اليوم من ضروريات المذهب)!!

ترى لو كان محمد بن الحسن وتلميذه القمي في زماننا هذا، ماذا تراهم يقولون في كبار علماء مذهب الشيعة ومراجعهم بدءً بالخميني وانتهاء بأحدث مرجعية في عالم الحوزات العلمية، حين ترى المرجعيات التي تدّعي أنها تمثل خط أهل البيت مجمعة فيما بينها على هذا الغلو وهو عندها أساس للاعتقاد!

بل ماذا سيقولون للشيخ علي الميلاني الذي ذكر في رسالته "العصمة" رواية الكافي (إنّ الله خلقنا فأحسن خلقنا، وصوّرنا فأحسن صورنا، وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة، ووجهه الذي يؤتى منه، وبابه الذي يدل عليه، وخزانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار، وبنا ينزل غيث السماء ونبت عشب الأرض، وبعبادتنا عُبد الله، ولولا نحن ما عبد الله) ثم علّق على


(١) كالخلاف المستعر بين الإثنى عشرية والزيدية والإسماعيلية والواقفة والفطحية والخطّابية على مر التاريخ.
(٢) كتاب الفقه ٤/ ٢٤٧

<<  <   >  >>