ومن قال تَنُوءُ تُثْقِلُ؛ أراد تُثْقِلُ العُصْبَةَ والباء مُقْحَمَةٌ، وقال امرؤ القيس:
يَزِلُّ الغُلَامُ الخِفُّ عَنْ حَالِ مَتْنِهِ ... كَمَا زَلَّتْ الصَّفْوَاءُ بِالمُتَنَزِّلِ
فجعل الصَّفَاةَ تزل بِمَنْ تَنَزَّلَ منها وإنما هو الذي يَزِلُّ بِهَا، وقال القُطَامِيُّ:
فَلَمَّا أَنْ جَرَى سِمَنٌ عَلَيْهَا ... كَمَا بَطَّنْتَ بِالفَدَنِ السَّيَاعَا
أراد كما بَطَّنْتَ: أي لُطْتَ الفَدَنَ وهو القَصْرُ بالسَّيَاعِ وهو الطِّينُ، وقال نابغة بَنِي جَعْدَةَ وَذَكَر قَصِيدَة هَجَا بِهَا رَجُلًا فقال:
كَانَتْ فَرِيضَةَ مَا تَقُولُ كَمَا ... كَانَ الزِّنَاءُ فَرِيضَةَ الرَّجْمِ
وإنما الرَّجْمُ فَرِيضَةُ الزِّنا، ومَدَّ الزِّنَا وهو مقصور، وقال البُعَيْثُ:
أَلَا أَصْبَحَتْ أَسْمَاءُ جَاذِمَةَ الوَصْلِ ... وَضَنَّتْ عَلَيْنَا والضَّنِينُ مِنَ البُخْلِ
وإنما البُخْلُ منَ الضَّنِينِ، وقال الحُطَيْئَةُ:
فَلَمَّا خَشِيتُ الهُونَ والعَيْرُ مُمْسِكٌ ... عَلَى رَغْمِهِ مَا أَمْسَكَ الحَبْلَ حَافِرُهْ
وإنما الحبلُ الذي يُمْسِكُ الحَافر، وقال الأعشى:
غَضُوبٌ مِنَ السَّوْطِ زَيَّافَةٍ ... إِذَا مَا السَّرَابُ ارْتَدَى بِالأَكَمْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute