للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بَابُ مَا عُدِلَ به عن جهته لكثرة استعمال الناس إياه

من ذلك قولهم: سَاقَ الرجل إلى المرأة مَهْرَهَا: إذا أعطاها دَنَانِيرَ أو دَرَاهِمَ، وأصل ذلك أنَّ نَقْدَهُمْ كان إبلًا أو نحوها من المواشي فكثر ذلك حتى قالوه في الذهبِ والوَرِقِ.

ومنه قولهم: عَقَلَ القَوْمُ الرَّجُلَ: إذا أَوْدَوْهُ وإنما كانت الدِّيَةُ تُؤَدَّى إبلًا تُعْقَلُ بالأَفْنِيَةِ فكثر ذلك حتى صار في النقد من الذَّهَبِ والوَرِقِ.

ومنه قولهم: بَنَى بِأَهْلِهِ وإنما كان الرجل إذا تزوج المرأة بنى عليها بَيْتَهُ، يعنون خِبَاءَهُ فكثر ذلك حتى صار الرجل يدخل على أهله في الدار التي بُنِيتْ قبل ذلك بِزَمَانٍ فيقال: بَنَى بِأَهْلِهِ.

ومنه المَلَّةُ وهي التُّرَابُ الذي أوقدت عليه النار وما طُرِحَ على النار ليخبز فهو المَلِيلُ فكثر عندهم حتى قالوا: أكلنا مَلَّةً؛ يعنون الخُبْزَةَ. ومنه العَقِيقَةُ وهي شعر الصبي الذي يولد به فكانوا يحلقونها عنه يوم أسبوعه ويُهْرِيقُونَ عنه دمًا فكثر ذلك عندهم حتى جعلوا الذَّبِيحَةَ عَقِيقةً.

ومنه الآرِيُّ وهو مَحْبِسُ الدابة من وَتِدٍ أو حَبْلٍ يُدفن في الأرض فكثر ذلك حتى سموا المِعْلَفَ آريًّا وإنما الأصل من قولهم: تأرَّيت أي تَحَبَّسْتَ.

ومنه الغانية: المرأة التي غَنِيَتْ بزوجها عن الرجال، ثم كثر ذلك حتى

<<  <   >  >>