للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن كثير: (يذكر الله حال المشركين به في الدنيا ومآلهم في الدار الآخرة، حيث جعلوا لله أندادًا؛ أي أمثالاً ونظراء يعبدونهم معه، ويحبونهم كحبه. وهو الله لا إله إلا هو، ولا ضد له، ولا ند له، ولا شريك معه. وفي الصحيحين: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: ((أن تجعل لله ندًا وهو خلقك))).

ومعنى الآية كما قال ابن القيم في مدارج السالكين: (أخبر تعالى أن من أحب من دون الله شيئًا كما يحب الله تعالى، فهو ممن اتخذ من دون الله أندادًا، فهذا ند في المحبة، لا في الخلق والربوبية، فإن أحدًا من أهل الأرض لا يثبت هذا الند في الربوبية، بخلاف ند المحبة، فإن أكثر أهل الأرض قد اتخذوا من دون الله أندادًا في الحب والتعظيم).

وأما قوله تعالى: (يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ)، ففي تقدير الآية قولان:

أحدهما: يحبونهم كما يحبون الله، فيكون قد أثبت لهم محبة الله، ولكنها محبة أشركوا فيها مع الله أندادهم.

الثاني: أن المعنى: يحبون أندادهم كما يحب المؤمنون الله، فليس فيه إثبات محبتهم لله.

وأما قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)، ففيه أيضًا قولان، ترتبا على الاختلاف السابق في معنى الجزء الأول من الآية.

القول الأول: إن المعنى: والذين آمنوا أشد حباً لله من المشركين بالأنداد لله؛

<<  <  ج: ص:  >  >>