فإن محبة المؤمنين خالصة، ومحبة أصحاب الأنداد قد ذهبت أندادهم بقسط منها، والمحبة الخالصة ـ التي هي عند المؤمنين ـ أشد من المشتركة ـ التي هي عند أصحاب الأنداد ـ.
القول الثاني: معنى الآية: والذين آمنوا أشد حبًا لله من أصحاب الأنداد لأندادهم وآلهتهم التي يحبونها، ويعظمونها من دون الله، ويدل عليه ما رواه الطبري عن مجاهد في قوله تعالى:(يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ)، قال:(مباهاة ومضاهاة للحق بالأنداد، (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) من حبهم لآلهتهم).
ولكن شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ يرجح القول الأول ويقول:(إنما ذموا بأن أشركوا بين الله وبين أندادهم في المحبة، ولم يخلصوها لله كمحبة المؤمنين له، وهذه التسوية هي المذكورة في قوله تعالى حكاية عنهم وهم في النار، أنهم يقولون لآلهتهم وأندادهم وهي محضرة معهم في العذاب (تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٩٧) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)، ومعلوم أنهم ما سووهم برب العالمين في الخلق والربوبية، وإنما سووهم به في المحبة والتعظيم.
وهذا أيضًا هو العدل المذكور في قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ