السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) به غيره في العبادة التي هي المحبة والتعظيم ... ).
فكان الحب أصل كل عمل من حق وباطل، فأصل الأعمال الدينية حب الله ورسوله، كما أن أصل الأقوال الدينية تصديق الله ورسوله. وكل إرادة تمنع كمال الحب لله ورسوله وتزاحم هذه المحبة، أو شبهة تمنع كمال التصديق فهي معارضة لأصل الإيمان أو مضعفة له، فإن قويت حتى عارضت أصل الحب والتصديق كانت شركًا أو كفرًا أكبر، وإن لم تعارضه قدحت في كماله، وأثرت فيه ضعفًا وفتورًا في العزيمة والطلب.
وهي تحجب الواصل، وتقطع الطالب، وتنكس الراغب، كما هو حال من آثر المحبة الطبيعة على محبة الله، أو على محبة ما يحب الله، أو على المحبة في الله، ولله. ولهذا قال تعالى:(قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).
وأما محبة الرسول صلى الله عليه وسلم فمن لوازم محبة الله، وإنما يحب الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه ليس في هذه المحبة شيء من شوائب الشرك؛ كالاعتماد عليه ورجائه في حصول مرغوب منه، أو دفع مرهوب منه، أو الرغبة إليه من دون الله، وما كان فيها هذه الأمور، فمحبته تعتبر مع الله ـ ويدخل في الشرك بالله ـ لما فيها من