للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التعلق على غيره.

بل محبة الرسول واجبة على أنها لله ولأجله، ولأنه كان محباً لله، فحبه ليس لذاته، بل لكونه يحب الله، فكما يحب أحدنا الإيمان والعمل الصالح لكونهما محبوبين عند الله، هكذا الحكم في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم. وهكذا المحبة هي المرادة من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)). فما يدعيه بعض المتصوفة والجهلة من المحبة للرسول صلى الله عليه وسلم لذاته ليست إلا عبادة الرسول باسم آخر ـ شاءوا أم أبوا ـ.

والمقصود: أن أعظم أنواع المحبة المحمودة محبة الله وحده، ومحبة ما أحب، وهذه المحبة هي أصل السعادة ورأسها التي لا ينجو أحد من العذاب إلا بها.

وأعظم أنواع المحبة المذمومة: المحبة مع الله التي يسوي المحب فيها بين محبته لله ومحبته للند الذي اتخذه من دونه. وهي المحبة الشركية، وهي رأس الشقاوة، فإن كل من اتخذ لله ندًا يدعوه من دون الله ويرغب فيه ويرجوه لما يؤمله منه من قضاء حاجاته، وتفريج كرباته ـ كحال عباد القبور والطواغيت والأصنام ـ فلابد أن يعظموهم ويحبوهم لذلك؛ فإنهم أحبوهم مع الله، وإن كانوا يحبون الله تعالى، ويقولون: (لا إله إلا الله)، ويصلون ويصومون، فقد أشركوا بالله في المحبة بمحبة غيره وعبادة غيره.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: (فمن رغب إلى غير الله في قضاء

<<  <  ج: ص:  >  >>