يحكي الشعراني عن أحد المتصوفة أنه مكث عند شيخه إلى أن توفي لم يذق له طعامًا، فقيل له في ذلك، فقال:(أنا لم آكل لشيخي طعامًا خوفاً أن أشرك في طلبي للشيخ شيئًا آخر).
ويجب عندهم أن لا يزاحم أحد في محبة المريد لشيخه، لا زوجته ولا ولده، وفي ذلك يقص أحمد بن المبارك ـ راوي الإبريز ـ قصة مع شيخه الدباغ مفادها:
أن ابن المبارك كان قد تزوج بنت الفقيه محمد بن عمر السلجماسي وكان يحب البنت حبًا شديدًا، وكان الدباغ يسأله: هل تحبني مثل فلانة؟ فيصارحه الرجل (أن لا) فيتأثر الشيخ بذلك ـ يقول ابن المبارك: وحق له، فإن المريد لا يأتي منه شيء حتى لا يكون في قبه غير الشيخ والله والرسول.
ومما قاله الشعراني في هذا الباب:(أخذ علينا العهد أن لا نأخذ العهد على فقير بالسمع والطاعة لما نأمره من الخير إلا إن كنا نعلم منه يقينًا أنه لا يقدم علينا في المحبة أحدًا من الخلق مطلقًا حتى أهله وولده).
ويقول الشيخ التيجاني: (من أكبر الشروط الجامعة بين الشيخ ومريده هو أن لا يشارك في محبته غيره ولا في تعظيمه ولا في الاستمداد منه ولا في الانقطاع إليه بقلبه، ويتأمل ذلك في شريعة نبينا صلى الله عليه وسلم؛ فإن من ساوى رتبة نبيه صلى الله عليه وسلم مع رتب غيره من النبيين والمرسلين في المحبة والتعظيم والاستمداد والانقطاع إليه بالقلب والتشريع، فهو عنون على أنه يموت كافرًا إلا أن تدركه عناية ربانية