ادعى ذلك دعوى مجردة، فمن ادعى محبة الله ولم يظهر ذلك في طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه فدعواه كاذبة.
ولا ريب أن دعوى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عدم فقه هذا الأمر حدث بالمبتدعة إلى أن يبتدعوا بدعاً كثيرة ظنوها من مظاهر محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، كإقامة الموالد، وترديد القصائد، ومخالفته في أمره بعدم إطرائه عدم الإحداث في الدين، ولا يخفى أن محبته لا تجتمع مع مخالفة أمره.
تعصي الإله وأنت تزعم حبه ... هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع
قلت: بهذا نعلم أن هؤلاء كما أنهم لم يفرقوا بين حق الله على عباده وبين حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، فكذلك لم يفرقوا بين حقه صلى الله عليه وسلم وبين حق شيوخهم. وهذا هو الضلال المبين الذي يجب الحذر منه. والله المستعان.
وأما الشرك في دعوى المحبة للأولياء ومشايخ التصوف فمن ملامحه ما يلي:
تصوير الولي أو الشيخ في صورة المتوجه إليه بالعبادة فيحب المحبة التي لا تجوز لغير الله، وعامة كتب التراث الصوفي مملوءة بذلك، ولذا نجد أن القبوريين منهم وأهل تقديس (الأولياء) سرعان ما يتهمون دعاة التوحيد الذين يدعون إلى إخلاص العبادة بكل أنواعها لله عزوجل بأنهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم والأولياء، ولهذا يصرحون في نصوص كثيرة لا تكاد تحصى بأن المريد يجب أن يفرد شيخه بالمحبة ولا يشرك به غيره، فإليك شيئًا يسيراً منها: