الأول: خوف السر، وهو أن يخاف من المقدس أن يصيبه بما يشاء متى يشاء من مرض أو فقر أو موت، ونحو ذلك بقدرته ومشيئته.
الثاني: الخوف من الناس خوفاً ظاهريًا يؤدي إلى ترك الأقدام على فعل الواجبات الثقيلة كالجهاد، ويعرف هذا الخوف بالجبن.
الثالث: الخوف من وعيد الله الذي توعد به العصاة.
الرابع: الخوف الطبيعي، كالخوف من عدو يترصده أو سبع أو هدم أو غرق.
الخوف الذي يدخل فيه العبادة والمقصود بالخوف هنا:
لا شك أن القسم الرابع من الخوف لا يذم المتصف به، لأنه أمر جبلي لا يسلم منه أحد حتى الأنبياء، مثلاً: قال تعالى: (فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ) فمثل هذا الخوف ليس في بابنا.
وأما القسم الثالث: الذي هو الخوف من الوعيد: فمقام عظيم من مقامات الصالحين الأبرار، وهو محبوب لدى الله، ومطلوب من عباده له. قال تعالى:(ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ)، وقال:(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ). وهذا الخوف من الله يكون محمودًا إذا لم يوقع في القنوط واليأس من روح الله.