وقال النبهاني أيضاً:(لقد اتفق العلماء العارفون على جواز التوسل به عليه السلام إلى الله لقضاء الحاجات في حياته وبعد الممات، وقد صار المجريات أن من استغاث به صلى الله عليه وسلم إلى الله بإخلاص وصدق التجاء تقضي حاجته مهما كانت، ولم يحصل التخلف لأحد إلا من ضعف اليقين وحصول التردد وعدم صدق الالتجاء).
ومن المتصوفة الذين خلصوا بين التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم والتوجه إليه بالدعاء والاستغاثة أحمد زيني دحلان، حيث قال:
(فالتوسل والتشفع والاستغاثة كلها بمعنى واحد، وليس لها في قلوب المؤمنين معنى إلا التبرك بذكر أولياء الله تعالى؛ لما ثبت أن الله يرحم العباد بسببهم سواء كانوا أحياءً أو أمواتًا).
ويقول أيضاً: (ولا فرق في التوسل بين أن يكون بلفظ التوسل أو التشفع أو الاستغاثة أو التوجه؛ لأن التوجه من الجاه وهو علو المنزلة، وقد يتوسل بذي الجاه إلى من هو أعلى منه جاهاً، والاستغاثة معناها: طلب الغوث والمستغيث يطلب من المستغاث به أن يحصل له الغوث من غيره وإن كان أعلى منه، فالتوجه والاستغاثة به صلى الله عليه وسلم وبغيره ليس لها معنى في قلوب المسلمين إلا طلب