للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغوث حقيقة من الله تعالى ومجازًا بالتسبب العادي من غيره، ولا يقصد أحد من المسلمين غير ذلك المعنى، فالمستغاث به حقيقة هو الله، وأما النبي صلى الله عليه وسلم فهو واسطة بينه وبين المستغيث).

المناقشة:

إن التوسل المشروع هو التوسل بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وبطاعته ومحبته، كذلك التوسل بدعائه في حين حياته، كما كان الصحابة يأتون إليه ويطلبون منه الدعاء.

وأما التوسل الممنوع فهو التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم كما يفعله كثير من المتصوفة.

وإليك التفصيل في هذا:

أما التوسل بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وبطاعته ومحبته فهو من الأعمال الصالحة، والأعمال الصالحة من الوسائل المشروعة التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:

(وهذا التوسل بالإيمان به وطاعته فرض على كل أحد في كل حال باطنًا وظاهرًا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد موته؛ في مشهده ومغيبه، لا يسقط التوسل به بالإيمان به وبطاعته عند أحد من الخلق في حال من الأحوال بعد قيام الحجة عليه إلا بعذر من الأعذار. ولا طريق إلى كرامة الله ورحمته والنجاة من هوانه وعذابه إلا التوسل بالإيمان به وبطاعته، وهو صلى الله عليه وسلم شفيع الخلائق صاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون، فهو أعظم الشفعاء قدرًا

<<  <  ج: ص:  >  >>