للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيء يكون لواحد وباقيه لآخر أو آخرين، كما في قوله تعالى: (أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ)، فالشريك مخالط لشريكه وحصته منضمة لنصيب الآخر.

وإذا كان بمعنى الحبالة، فإنه ما يقع فيها من الحيوان يختلط بها وينضم إلى ملك الصائد.

وإذا كان بمعنى معظم الطريق، فإن أرجل السائرين تختلط آثارها هنالك وينضم بعضها إلى بعض.

وإذا كان بمعنى سير النعل، فإن النعل تنضم به إلى الرجل فيخلط بينهما.

وإذا كان بمعنى الكفر فهو التغطية، والتغطية نوع من الخلط.

ثم إن اجتماع الشركاء في شيء لا يقتضي تساوي أنصبائهم منه، ولا يمنع زيادة قسط للآخر، فموسى ـ عليه السلام ـ سأل ربه إشراك أخيه في الرسالة، وقد أجيب سؤاله، لقوله تعالى: (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى)، ومعلوم أن حظ هارون من الرسالة دون حظ موسى، ولهذا تقول: فلان شريك لفلان في دار أو بضاعة، ولو لم يكن له إلا معشار العشر، هذا في الحسيات، ومثله في المعنويات: تقول: الأبوان شريكان في طاعة ابنهما لهما، وإن كان حق الأم في الطاعة أقوى، وتقول: أبنائي شركائي في محبتي، وأنت تحب بعضهم أشد من بعض، فهذا تقرير معنى الشرك في اللغة.

معنى الشرك في الشرع:

لقد اختلفت عبارات العلماء في بيان معنى الشرك في الدين، وإن كانت

<<  <  ج: ص:  >  >>