فإن قلت: وما الذي يسهل عليّ ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟
قلت: أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقينًا أنه ليس من شيء يطمع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره ولا يؤتي العبد منها شيئًا سواه.
وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمه ويشين إلا الله ـ وحده ـ كما قال الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم أن مدحي زين، وذمي شين، فقال:((ذلك الله عز وجل)). فازهد في مدح من لا يزينك مدحه، وفي ذم من لا يشينك ذمه، وارغب في مدح من كل الزين في مدحه وكل الشين في ذمه، ولن يقدر على ذلك إلا بالصبر واليقين، فمتى فقدت الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر من غير مركب.
فهذه بعض وسائل القضاء على حب الشرف والرئاسة والثناء كما ذكره الإمام ابن القيم، ولكن بقية الموانع من الإخلاص كالرياء والسمعة والعجب، أما الرياء: فهو إظهار العبادة لقصد رؤية الناس، فيحمدوا صاحبها، فهو يقصد التعظيم والمدح والرغبة أو الرهبة فيمن يرائيه، وأما السمعة: فهي