العمل لأجل سماع الناس، وأما العجب: فهو قرين الرياء، وقد فرق بينهما شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فقال:(فالرياء من باب الإشراك بالخلق، والعجب من باب الإشراك بالنفس).
والكلام عليها طويل جدًا، وحسبنا أن نشير هنا إلى بعض المسالك الدقيقة للرياء وخفاياه على النحو التالي:
أولها: ما ذكره أبو حامد الغزالي في إحيائه حيث قال ـ أثناء ذكره للرياء الخفي ـ: (وأخفى من ذلك أن يختفي (العامل بطاعته) بحيث لا يريد الاطلاع، ولا يسر بطهور طاعته، ولكنه مع ذلك إذا رأى الناس أحب ان يبدؤوه بالسلام، وأن يقابلوه بالبشاشة والتوقير وأن يثنوا عليه، وأن يوسعوا له في المكان، فإن قصر فيه مقصر ثقل ذلك على قلبه، ووجد لذلك استبعادًا في نفسه، كأنه يتقاضى الاحترام مع الطاعة التي أخفاها مع أنه لم يطع عليه، ولو لم يكن وجود العبادة كعدمها في كل ما يتعلق بالخلق لم يكن قد قنع بعلم الله، ولم يكن خاليًا عن شوب خفي من الرياء لم يسلم منه إلا الصديقون).
وأما ثانيها: فهو أن يجعل الإخلاص لله وسيلة ـ لا غاية وقصداً ... ـ لأحد المطالب الدنيوية.
وقد نبه شيخ الإسلام على تلك الآفة الخفية فكان مما قال ـ رحمه الله ـ: (حكي أن أبا حامد الغزالي بلغه أن من أخلص لله أربعين يومًا تفجريت ينابيع