أخبث مراتب الشرك وأقبحها؛ حيث إنهم أنكروا الصانع مع دعواهم أنهم بلغوا قمة الحضارة والثقافة وأعلاهما.
ب- الشرك في الربوبية بتعطيل الله عن أسمائه وصفاته وأفعاله:
إننا إذا نظرنا إلى الأمم السابقة رأينا أن هناك طائفة من الناس قد وقعوا في هذا النوع من الشرك.
فبالنسبة للشرك في الربوبية في أسماء الله وصفاته، فقد وقع فيه بعض الأمم مثل قوم عاد الذين أنكروا صفة القدرة لله جل شأنه.
أما بالنسبة للشرك في الربوبية بتعطيل أفعال الله، فكل أمة أنكرت إرسال الرسل والشرع والبعث والحشر والنشر وغيرها من أفعال الله، فقد وقعت فيه لا محالة، وقد كانت الأمم السابقة غالباً تنكر هذه الأشياء.
وإذا نظرنا إلى شرك العرب في الجاهلية في هذا الجانب، فإننا نراهم قد أشركوا بالله بتعطيل الله عن أسمائه وصفاته وأفعاله. غير أن ظاهرة الشرك بالتعطيل في أسمائه وصفاته لم تكن منتشرة، بل ربما كانت هذه الظاهرة لدى طائفة من طوائفهم، وكذلك في بعض الأسماء والصفات لا في جميعها.
وأما بالنسبة للشرك بتعطيل أفعال الله فقد كان الشرك في هذا الجانب من السمات البارزة للشرك الجاهلي، فإن العرب في جاهليتهم كانوا ينكرون إرسال الرسل والشرع والقدر والبعث والحشر والنشور. فالجاهليون كإخوانهم من الأمم السابقة وقعوا في هذا النوع من الشرك حذو النعل بالنعل، ولعل هذا امتداد من شرك الأمم السابقة.