وإذا نظرنا إلى شرك العصر الحديث فإننا سنرى كثيرًا من الناس قد وقعوا في هذا النوع من الشرك بالله جل شأنه، بل هذا النوع من الشرك قد تقمص أخبث قمصانه في هذه الأمة، وذلك أن الأمم السابقة والجاهليين ما كانوا ينكرون جميع أسمائه وصفاته، بخلاف كثير من الجهمية والمعتزلة والشيغة وغيرهم من الفرق والطوائف التي وجدت في هذه الأمة حيث أنكروا جميع أسماء الله وصفاته، وطائفة منهم أنكروا بعضها، كما كان هناك طائفة أنكرت كثيرًا من أفعاله، وهذه الظاهرة موجودة في العصر الحديث أيضاً، فكم من الناس ما زالوا ينكرون أسماء الله جل وعلا وصفاته بالتعطيل أو بالتمثيل، وكم من الناس ما زالوا ينكرون أفعال الله جل شأنه، من القضاء والقدر، والشرع، والبعث، والحشر والنشر، وغيرها.
جـ- الشرك في الربوبية بتعطيل ما يجب على العبد تجاه ربه من حقيقة التوحيد:
إذا نظرنا إلى الأمم السابقة نرى أن هذه الظاهرة من الشرك لم تكن موجودة فيهم إلا عند فرعون، وهو أول من قال بهذا القول حسب ما علم من المصادر الموثوقة. ثم قال به من قال من اليهود بالحلول في عزرا، والنصارى القائلين بالحلول في عيسى عليه السلام.