ولا يوجد هذا النوع من الشرك لدى العرب في الجاهلية، إلا ما ذكر عن بعضهم، ولكن الصحيح أن العرب في جاهليتهم أيضاً ما كانوا يشركون بالله بمثل هذه الاعتقادات الماجنة، والمخالفة للفطرة والعقول.
ولكن هذه الظاهرة موجودة بصفة عامة لدى كثير من الناس في العصر الحديث، كالمتصوفة، ومن نحا نحوهم وتأثروا بأقوالهم وآرائهم، وكالمذاهب الأخرى الهدامة الموجودة في العصر الحديث.
الثانية: الشرك في الربوبية بالأنداد (أو بالتمثيل):
والكلام على هذا النوع من الشرك قديمًا وحديثاً يشتمل على النقاط التالية:
أ- من حيث ذاته:
إن كان المقصود به إثبات إلهين متماثلين في الصفات والأفعال، فليس هناك من يثبت إلهين متماثلين في الصفات ولا في الذات لا قديمًا ولا حديثاً.
وإن كان المقصود إثبات إلهين أو آلهة متعددة، فقد كان في الأمم السابقة من أثبت مثل هذه الآلهة، بل كان أغلب الأمم متورطين في هذا الجانب، حيث كانوا يسمون من يعبدونها من دون الله آلهة.
كما كان العرب في جاهليتهم يثبتون مثل هذه الآلهة المزعومة، ويعبدونها من دون الله.
وما زال بعض الناس في العصر الحديث يثبت مثل هذه الآلهة مع الله، وإن كانت هذه الظاهرة ليست منتشرة بصفة عامة إلا لدى بعض الفرق المنتسبة إلى