من النصارى، ومن العرب في الجاهلية من وقع في هذا النوع من الشرك بجعل الأصنام من بنات الله، والقول بأن الملائكة من بناته سبحانه، والقول بوجود المصاهرة بن سروات الجن وبين الرب جل شأنه ـ تعالى الله عن ذلك علوًا كبيراً ـ.
وأما في هذه الأمة وفي العصر الحاضر ففي إثبات الأسماء والصفات والأفعال المختصة بالله لغيره، إذا نظرنا إلى الشرك بإثبات أسماء الله لغيره فلا نجد له وجودًا، ولكن إذا نظرنا إلى الشرك بإثبات صفات الله جل شأنه فإننا نرى أن هذا النوع من الشرك قد عمت البلاد به وطمت، وقد فاق شرك الأمم، وشرك الجاهلية أيضاً في هذا الجانب، فكم من الناس يثبتون صفات الله المختصة به لغيره سبحانه؛ كإثبات صفة القدرة الكاملة بجميع فروعها، وإثبات صفة العلم المحيط الشامل، وإثبات صفة الحكم والتشريع وغيرها لغيره سبحانه.
وأما في جانب إثبات أسماء المخلوقات وصفاتهم وأفعالهم فقد وقع فيه كثيرون؛ منهم: الفلاسفة بتسميته بالعلة، والباطنية بتسميته بالسابق، والمتصوفة وذلك في تسميتهم سبحانه ـ (هو)، والحداثيون، والقاديانيون.