المقارنة من حيث وقوع الناس في الشرك في العبادة والألوهية قديمًا وحديثاً:
الشرك في العبادة والألوهية موضع اتفاق بين مشركي الأمم السابقة ومشركي العرب في الجاهلية، وبعض من انتسب إلى الإسلام من مشركي هذه الأمة، وفي العصر الحديث، فالأمم السابقة أشركت بالله بعبادة غير الله سبحانه بصرف أنواع من العبادات، وهكذا نرى العرب في الجاهلية كان شركهم في العبادة لغير الله سواء كانت هذه المعبودات من الآلهة الأرضية من بين إنسان أو جن أو شجر أو حجر أو حيوان أو الهوى أو غيرها، أم كانت هذه المعبودات من الآلهة السماوية من الملائكة أو الأجرام السماوية الأخرى، بصرف أنواع من العبادات سواء كانت هذه العبادات من الأقوال القلبية أو كانت من الأعمال القلبية.
وهكذا نرى مشركي هذه الأمة وهذا العصر يشركون بالله جل شأنه بالمعبودات الأرضيةسواء كانت من الأشياء الحسية أو كانت معنوية، بصرف أنواع من العبادات سواء كانت هذه العبادات من الأقوال القلبية أو كانت من الأعمال القلبية.
ونظرًا لما سبق معنا ستكون هذه المقارنة من جهتين اثنتين:
الأولى: منحيث طبيعة المعبودات.
الثانية: من حيث طبيعة العبادات.
أما الأولى فهي:
المقارنة بين الشرك في القديم والحديث من حيث طبيعة المعبودات:
إذا نظرنا إلى طبيعة المعبودات في الأمم السابقة فإننا نرى أنها ما بين: تماثيل وصور وقبور للصالحين أو الأنبياء أو الملائكة أو الأصنام أو الأوثان أو الأشجار أو الأهواء وغيرها، وبين هياكل ومعابد على خيالهم للأجرام السماوية الكبرى من