للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما خلقت منها من عجائب الألوان والصور، علموا أن ذلك من فعل من ليس له مثل ولا شريك فيشركوه في عبادتهم إياه).

والآيات المنبهة لخلق الإنسان نفسه كثيرة، كقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ)، وقوله تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ، وقوله تعالى: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ)؛ لأن أقرب شيء إلى الإنسان نفسه، ولو فكر الكافر بأحوال نفسه وعجائبها وتنقله في بطن أمه أطواراً وخروجه من ضيق الرحم إلى سعة الدنيا، وأكله وشربه ونموه وحركات مفاصله لأوقعه ذلك على عظيم خطئه وشركه بعبادته غير الله تعالى.

وقد وردت مسألة خلق الإنسان بدليل آخر يأخذ بالألباب في قوله تعالى: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ)؛ لأن البشر لم يخرجوا عن أحد احتمالات ثلاثة:

أ- إما أن يكونوا مخلوقين من غير خالق؛ أي وجدوا بطريق الصدفة.

ب- وإما أن يكونوا خلقوا السموات والأرض وخلقوا أنفسهم.

جـ - وإما أن يكونوا مخلوقين لخالق واحد.

والاحتمال الأول: وهو كونهم غير مخلوقين لخالق احتمال باطل؛ لبطلان أن يكون الخلق جاء بطريق الصدفة، لارتباط المسببات بأسبابها والنتائج بمقدماتها واستحالة صدور أثر بلا مؤثر وفعل بلا فاعل وخلق بلا

<<  <  ج: ص:  >  >>