ولم يبق إلا أنهم مخلوقون لخالق واحد متفرد بالألوهية، لذلك نزّه سبحانه نفسه عما يفترون ويشركون معه في العبادة آلهتهم، فقال:(سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ).
وقد روى ابن كثير قصة جبير بن مطعم عندما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وقعة بدر في فداء الأسرى، وكان إذ ذاك مشركًا، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآيات كاد قلبه أن يطير كما يروي عن نفسه، فكان سماعه لهذه الآيات من جملة ما حمله على الدخول في الإسلام ونبذ الشرك والأوثان.
وقد تكلم ابن القيم كلاماً موسعاً عن خلق الإنسان وعجائبه ودلالة ذلك على وحدانية الله، وقبح الشرك عقلاً، تركنا ذكره اختصاراً.
ب- دليل عدم فساد الكون:
ينبه الله في القرآن الكريم على أن من الدلائل العقلية على قبح الشرك بانتظام أمر الكون بما فيه؛ لأنه لو كان يحكم هذا الكون أكثر من إله لم ينتظم أمره ولدخله الفساد والخلل، يقول تعالى مبيناً هذه الحقيقة:(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)، ويقول تعالى: (وَمَا