للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين داخل فيها أم لا؟ فأجاب رحمه الله بالجواب السابق ذكره، وهو: (العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ... )، واستدل على هذا القول بحديث جبريل الذي فيه تسمية الإسلام والإيمان والإحسان بالدين، حيث جاء في آخره: ((هذا جبريل جاءكم يعلمكم دينكم))، فجعل هذا كله من الدين.

أركان العبادة:

والمقصود هنا بيان أركان العبادة من حيث التعبد (فعل العابد):

يتضح مما سبق من تعريف العبادة من حيث فعل العابد: أن لها ركنين وهما: كمال الخضوع والذل، وكمال المحبة.

أما الركن الأول: فهو: كمال الخضوع والذل، والمراد به: أن يستكين العبد لله تعالى ويخضع له ويذل، وله أربع مراتب كما ذكر ابن القيم:

(المرتبة الأولى: مشتركة بين الخلق، وهي ذل الحاجة والفقر إلى الله، فأهل السموات والأرض جميعًا محتاجون إليه فقراء إليه، وهو وحده الغني عنهم، وكل أهل السموات والأرض يسألونه وهو لا يسأل أحدًا.

المرتبة الثانية: ذل الطاعة والعبودية: وهو ذل الاختيار، وهذا خاص بأهل طاعته وهو سر العبودية.

المرتبة الثالثة: ذل المحبة، فإن المحب ذليل بالذات، وعلى قدر محبته له يكون ذله.

المرتبة الرابعة: ذل المعصية والجناية.

<<  <  ج: ص:  >  >>