للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا اجتمعت هذه المراتب الأربع: كان الذل لله والخضوع له أكمل وأتم؛ إذ يذل له خوفًا وخشية ومحبة وإنابة، وطاعة وفقرًا وفاقة).

وأما الركن الثاني ـ الذي هو كمال المحبة ـ فإن الذي يدل على اعتبار كمال الحب مع كمال الذل هو أصل التأله: التعبد، وهو كما قال ابن القيم: (التعبد آخر مراتب الحب، يقال: عبده الحب وتيمه إذا ذلل لمحبوبه)، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: (العابد محب خاضع، بخلاف من يحب من لا يخضع له، بل يحبه ليتوسل به إلى محبوب آخر، وبخلاف من يخضع لمن لا يحبه كما يخضع للظالم، فإن كلاً من هذين ليس عبادة محضة)، فتبين من هذا: أن إفراد الله بالمحبة أصل العبادة، وهذا يستلزم أن يكون الحب كله لله ولأجله وفيه. وشرط صحة المحبة: المتابعة التي لابد فيها من الصدق والإخلاص. فإن لم تتحقق المتابعة يكون مدعي المحبة كاذبًا في دعواه.

أي هذه الأنواع من العبادات يدخلها الشرك؟

العبادة مفهومها واسع جدًا في الإسلام ـ كما سبق بيانه ـ، فهي تشتمل بمفهومها الواسع على الدين كله وعلى الحياة كلها، كما تشمل كيان الإنسان

<<  <  ج: ص:  >  >>