للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كله، فهو صرف شيء منها لغير الله يكون شركًا بالله في العبادة؟

الأمر فيه تفصيل، والذي يظهر من خلال استقراء أقوال السلف أنهم إنما يدخلون في الشرك من هذه الأمور ما يخالف توحيد العبادة، ولم يريدوا إلا ما هي عبادة بنفسها. ومعلوم أن العبادة متعلقة باللسان والقلب والجوارح، فالشرك في العبادة أيضًا يكون في هذه الأشياء الثلاثة، فقد يكون الشرك في الأعمال القلبية، وقد يكون بالأعمال والجوارح، وقد يكون بالألفاظ والأقوال، وقد يجتمع بعضها مع بعض، ولهذا قسم ابن القيم هذا النوع من الشرك ثلاثة أقسام، فقال: (ويتبع هذا الشرك [الشرك في العبادة] الشرك به سبحانه في الأفعال والأقوال والإرادات والنيات.

فالشرك في الأفعال: كالسجود لغيره، والطواف بغير بيته، وحلق الرأس عبودية وخضوعًا لغيره، وتقبيل الأحجار غير الحجر الأسود ... وتقبيل القبور واستلامها والسجود لها ...

والشرك به في الألفاظ: كالحلف بغيره، وقول القائل للمخلوق: ما شاء الله وشئت، أما متوكل على الله وعليك، وأنا في حسب الله وحسبك، وما لي إلا الله وأنت، وهذا من الله ومنك، وهذا من بركات الله وبركاتك، والله لي

<<  <  ج: ص:  >  >>