ورد (دور كايم) على هذا المذهب بأن اعتقاد الإنسان الأولى ببقاء الأرواح لا يكفي لنشوء عقيدة دينية؛ لأن عبادة الأسلاف وجدت عند الأمم المتحضرة كما وجدت عند الأمم البدائية، بجانب عبادة أشياء أخرى، بل بعض الأمم لم تعبد الأسلاف، فلا يكفي هذا لتفسير نشأة العقيدة.
٥ - المذهب الطوطمي:
قالوا في الإنسان: إنه كان في الأصل من الحيوانات المائية، التي يقدرون لها آلاف السنين الغابرة، ويطلقون عليه في هذه الفترة (الإنسان المائي)، وبعد مرور آلاف السنين أخذ هذا الحيوان المائي يخرج إلى شاطئ البحر، ويأكل الحشائش النابتة عليها ثم يرجع إلى البحر يعيش فيه كالتمساح، ويطلقون عليه هذه الفترة (الحيوان البرمائي)، ثم بعد آلاف السنين استطاع هذا الحيوان أن ينطبع بطباع البر وأن يعيش فيه طول حياته وأن يترك حياة البحر، ويطلقون عليه هذه الفترة (الإنسان البري)، إلا أنه لم يتميز عن كثير من الحيوانات البرية المعروفة، منذ ذلك الوقت صار يستعمل أنواعًا من الآلات كالحجارة ونحوها، فارتفع وارتقى عن باقي الحيوانات التي تتميز ... .
فهذا الإنسان الذي أصله من الحيوان ـ كما زعموا ـ عرف الدين بطريقة يسمونها (طوطمية) ـ أو توتمية ـ، وهي شعار تتخذه العشيرة شعارًا لوحدتها وقوتها، وتعتقد أنه جدها الأعلى ومنه تناسلت، فتقدس العشيرة هذا