قالوا: إن الإنسان كان في أول نشأته يعيش بغير رادع من قانون ولا وازع من خلق، وأنه كان لا يخضع إلا إلى القوة الباطشة، ثم لما وضعت القوانين اختفت المظاهر العلنية من هذه الفوضى البدائية، ولكن الجرائم السرية ما برحت سائدة منتشرة، فهنالك فكر بعض العباقرة في إقناع الجماهير بأن في السماء قوة أزلية أبدية ترى كل شيء، تسمع كل شيء، وتهيمن على كل شيء! .
٤ - المذهب الروحي:
وقد نادى إليه (سبنسر وتيلور). وملخصه: أن الإنسان البدائي عندما كان يرى الأحلام فيرى أشخاصًا كانوا قد ماتوا، اعتقد ببقاء أرواح الموتى وأن لها القدرة على الإيذاء أو النفع، وكان يعلل كل ما يصيبه من أمراض بغضب هذه الأرواح عليه وخاصة أنها تمثل أرواح أسلافه، فأخذ يتقرب لها بالعبادة خوفًا من شرها وتقديسًا لآبائه وأجداده.
وقال بعضهم: إن أول ما عرفت العبادة كان بسبب أحلام منامية يراها الإنسان؛ كأن يرى قريبه الميت يأتيه في نومه ويقول له: اذهب إلى المكان الفلاني ستجد فيه كذا وكذا، فيذهب بعد يقظته إلى هذا المكان، فيجد ما أخبره به في منامه، فإذا تحقق لواحد من هؤلاء مثل هذه الرؤية أخذ يعظم قبر الميت، وصارت تعظمه جماعته كذلك، إلى أن صاروا يعبدونه، فيسألونه حوائجهم ويتضرعون إليه ويستعينون به، ويعكفون عليه.