ذلك من الأشياء التي يستعظمها في نفسه، ثم بدأ هذا الإنسان يتطور في عقله وأحاسيسه، فبدأ يتخلى عن كثير من الآلهة التي كان يعبدها، حتى توصل في عهد الفراعنة إلى التوحيد، ولا يعني ذلك عندهم عبادة الله وحده لا شريك له، وإنما المراد: عبادة إله واحد وهو (رع) الذي يرمز له بقرص الشمس.
ولهذا قال داروين: إن الإنسان إنما هو نتيجة التغير في الناموس الوراثي، فتوصل في بحثه إلى أن الإنسان ترقى من حشرات إلى فقاريات، إلى القردة، فالإنسان.
٢ - ما يعرف بمذهب النمو:
قالوا: إن الديانة نمت كما تنمو كل مصلحة إنسانية، ويقينًا أنه لم يكن في مقدور الإنسان البدائي ـ بله أسلافه القردة وأسلافه من الثدييات ـ فكرة عن الرب والدين، فلم يستطع ذهنه وقوى فهمه أن تصبح قادرة على تصور هذه الأفكار العامة إلاّ ببطء شديد، فالدين شيء نمى مع الترابط الإنساني.
وقال بعضهم: إن الدين بدأ في صورة الخرافة والوثنية، والإنسان أخذ يترقى في دينه على مدى الأجيال حتى وصل إلى الكمال فيه بالتوحيد، كما تدرج نحو الكمال في علومه وصناعاته، حتى زعم بعضهم: أن عقيدة (الإله الأحد) عقيدة حديثة، وأنها عقلية خاصة بالجنس السامي.
٣ - ما يسمى بالمذهب الإغريقي: ـ وهي من فكرة السوفسطائيين ـ: