عليهما السلام)، قال تعالى:(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (٥٦) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا)، فإدريس عليه السلام قد أثنى الله عليه ووصفه بالنبوة والصديقية، وهو خنوخ هذا، وهو في عمود نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما ذكره غير واحد من علماء النسب، وكما ثبت في الصحيحين في حديث الإسراء: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو في السماء الرابعة ـ وفيه التصريح بالنبوة ـ.
ثم أرسل الله نوحًا عليه السلام، وهو النبي الثالث الذي ذكره الله في القرآن بعد آدم عليه السلام، وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ ـ الذي هو إدريس ـ ابن يرد بن مهلائيل بن قينن بن آنوش بن شيث بن آدم أبي البشر عليه السلام.
وهو أول الرسل كما في حديث الشفاعة المشهور؛ حيث ورد فيه ((يا نوح أنت أول الرسل إلى الأرض)). وكما جاءت الآية التي تكلمت عن الرسل بتصديره؛ مثل قوله تعالى:(أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).
وهكذا جاء ذكره في مواضع مدحه جل وعلا النبيين والمرسلين، كما قال