فالتشبيه يتضمن وصف الله بصفات النقص؛ لأن فيه تشبيه الله بالمخلوق الناقص. وتطلق المشبهه في عرف السلف ـ رحمة الله عليهم ـ على من قاس صفات الله تبارك وتعالى على صفات خلقه، فلم يفهم من صفاته جل وعلا إلا ما ألف الناس من صفاتهم، فمن قال: لله بصر كبصري، ويد كيدي، وقدم كقدمي، أو وصفه بالنقائص، فهو مشبه؛ لأنهم يطلقون هذا اللقب ـ المشبه ـ على من مثل الله تعالى بخلقه، كأن جعل ذات الله تعالى كذات خلقه، أو جعل صفات الخلق مثل صفات المخلوق.
وقال ابن القيم:(كل مشرك مشبه لإلهه ومعبوده بالله سبحانه، وإن لم يشبهه به من كل وجه، حتى إن الذين كفروا وصفوه بالنقائص والعيوب؛ كقولهم: (إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ)، وإن (يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ)، وإنه استراح لما فرغ من خلق العالم، والذي جعلوا له ولدًا وصاحبة، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا ... ووصفه سبحانه بهذه الأمور من أبطل الباطل؛ لكونها في نفسها نقائص وعيوبًا ... وتنزيهه سبحانه عن العيوب والنقائص واجب لذاته، كما أن إثبات صفات الكمال والحمد واجب لذاته، وهو أظهر في العقول والفطر وجميع الكتب الإلهية وأقوال الرسل من كل شيء ... ، بل إثبات هذه العيوب والنقائص يضاد كماله المقدس، وهو سبحانه موصوف بما يضادها وينافيها من كل وجه).