عليه، وهكذا آية الكرسي، وهكذا يدل عليه أمر الله سبحانه عباده بتسبيحه فإنه يقتضي تنزيهه عن كل عيب ونقص وإثبات ضدهما. فإن النقائص جنسها منفي عن الله تعالى، وكل ما اختص به المخلوق فهو من النقائص التي يجب تنزيه الرب سبحانه عنها، فمثلاً: التعب والفقر والجهل واللغوب هذه مما اختصت بها العباد، فالله منزه عنه.
وقال شيخ الإسلام في موضع آخر: إن ما يسلكه نفاة الصفات أو بعضها، إذا أرادوا أن ينزهوه عما يجب تنزيهه عنه، مما هو من أعظم الكفر، مثل أن يريدوا تنزيهه عن الحزن والبكاء ونحو ذلك، ويريدون الرد على اليهود الذين يقولون: إنه بكى على الطوفان حتى رمد، وعادته الملائكة ... ونحو ذلك، فإن وصف الله تعالى بهذه النقائص والآفات أظهر فسادًا في العقل والدين من نفي التحيز والتجسيم؛ فإن هذا فيه من الأشياء والنزاع والخفاء ما ليس في ذلك، وكفر صاحب ذلك معلوم بالضرورة من دين الإسلام ... ؛ لأن مشابهة الناقص في صفات النقص نقص مطلقًا، كما أن مماثلة المخلوق في شيء من الصفات تمثيل وتشبيه ينزه عنه تبارك وتعالى. والنقص ضد الكمال، وهو سبحانه منزه عن النقائص.