للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غَضَبِهِ ... والسلف لا ينفون عنه ما أثبته لنفسه من الصفات، ولا يمثلون صفاته بصفات المخلوقين؛ فالنافي معطل، والمعطل يعبد عدمًا، والمشبه ممثل، والممثل يعبد صنمًا).

وقال في موضع آخر: (فلا يوجد أحد من أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة إلا وفيه نوع من الشرك العملي إذ أصل قولهم فيه شرك وتسوية بين الله وبين خلقه أو بينه وبين المعدومات كما يسوي المعطلة بينه وبين المعدومات في الصفات السلبية التي لا تستلزم مدحا ولا ثبوت كمال أو يسوون بينه وبين الناقص من الموجودات في صفات النقص وكما يسوون إذا أثبتوا هم ومن ضاهاهم من الممثلة بينه وبين المخلوقات في حقائقها حتى قد يعبدونها فيعدلون بربهم ويجعلون له أندادا ويسوون المخلوقات برب العالمين. واليهود كثيرا ما يعدلون الخالق بالمخلوق ويمثلونه به حتى يصفوا الله بالعجز والفقر والبخل ونحو ذلك من النقائص التي يجب تنزيهه عنها وهي من صفات خلقه ... ).

فثبت بهذا كله أن قول اليهود بالتشبيه ووصف الخالق بصفات المخلوق هذا أمر مشهور عنهم، حتى عده الشهرستاني من طبائعهم الملازمة، فالقوم أسرفوا في تشبيه الله عز وجل بالمخلوقات، ووصفوه جل وعلا بالنقائص التي تختص بالمخلوق.

الشرك في الملة اليهودية بعد موسى عليه السلام:

اليهود ـ كما سبق بيانه ـ لم يكونوا موحدين قط حق التوحيد، إذا تمعنا

<<  <  ج: ص:  >  >>