النظر في مصادرهم الدينية؛ لأن اليهودية تأثرت بما جاورها من الديانات الوثنية، كما أخذت من ديانة بابل، وتأثرت عنهم في عبادة العجل، ونقلت عن الكنعانيين مراسيم وطقوسًا، حتى قال بعض الباحثين: إن إلههم (يهوه) إنما هو إله كنعاني، أخذه اليهو وزادوا في صفاته ما يتفق مع حياتهم، وإذا صح هذا فإن كلمة (يهوه) تكون معروفة قبل ميلاد سيدنا إبراهيم عليه السلام، فهؤلاء اليهود لما أخذوا (يهوه) إلهًا، نظروا في صفات (يهوه) إلى الديانات الوثنية، فأخذوها، فمما أخذوا من الديانات الوثنية فكرة (خصوصية) الإله، فإنها منقولة عن الوثنيات التي سبقت ديانتهم أو عاصرتها.
والمخالفات التي تزدحم بها التوراة والتلمود وكتب اليهود المقدسة لحقيقة التوحيد تثبت لنا أن التوراة الأصلية الصحيحة التي فيها الهدى والنور قد تغيرت وحرفت على أيدي اليهود، ودخلت فيها الوثنيات من الشرك والتعدد والكفر والإلحاد، وما تذكر من التجسيد. وصفات (يهوه) من الحمق والرعونة والطيش والندم والتوحش والمحاباة لعباده إنما هو مذكور في صفات آلهة بلبل وآشور وغيرها، وفي الفترات التي كانت دعوة التوحيد الموسوية تعلوا على غيرها لم تخل اليهودية من اعتقاد التعدد، فقد كانوا يؤمنون بإلههم مع الاعتراف بآلهة الشعوب الأخرى.
وأخذوا بأخرة فكرة البنوة لله من المسيحية، ومن الهندوسية، والبوذية، فزعم اليهود أن عزيرًا (عزرا) هو ابن الله، وهذا القول معروف عن يهود المدينة.