هكذا في كل موضع من هذا المواضع يؤكد القرآن الكريم براءة عيسى عليه السلام مما نُسب إليه، ويقرر أنه ما كان إلا واحدًا من هؤلاء الرسل الذين بُعثوا بالدعوة إلى التوحيد وإبطال عبادة الطاغوت.
فالمسيح هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم، بعث لإرشاد الضالين من بني إسرائيل، فجدد لهم الدين وبيَّن لهم معالمه، ودعاهم إلى عبادة الله وحده، والتبري من تلك الأحداث والآراء الباطلة، فعادوه وكذبوه ورموه وأمه بالعظائم، وراموا قتله، فطهره الله تعالى منهم ورفعه إليه، فلم يصلوا إليه بسوء، وأقام الله تعالى للمسيح أنصارًا دعوا إلى دينه وشريعته حتى ظهر دينه على من خالفه، ودخل فيه الملوك، وانتشرت دعوته، واستقام الأمر على السداد بعده نحو ثلاثمائة سنة.
بدء الانحراف والشرك في قوم عيسى عليه السلام:
بعد وفاة المسيح بحوالي سبعين سنة، أسلم أحد الوثنيين اسمه بولس ـ نفاقًا على ما يظهر ـ وكان قبل ذلك يضطهد النصارى ويظلمهم ويقتلهم شر قتله، فما أن أظهر إسلامه إلا جاء بأقوال لم يسبقه إليها أحد، فمنها:
١ - الدعوة إلى التثليث.
٢ - الدعوة إلى ألوهية المسيح، وألوهية الروح المقدس.
٣ - اختراع قصة الفداء للتكفير عن خطيئة البشر.
٤ - جعل يوم الأحد مقدسًا عند المسيحيين؛ بحجة أنه قام فيه من القبر، بدلاً من السبت الذي كان مقدسًا عند اليهود.