للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتضح منها أنهم يقولون:

إن وحدانية الله وحدانية حقيقية، وكذلك تثليثه، أي أنه ثلاثة حقيقة؛ أي ثلاثة أشخاص وفي نفس الوقت يتميز كل واحد من هؤلاء الثلاثة بأعمال ومميزات ليست من مميزات الآخر، وهم في نفس الوقت متساوون في قدرتهم ومجدهم، ووجودهم، لم يسبق أحد منهم الآخر.

يقال لهم: (هذا في الواقع جمع بين الضدين، فالوحدانية تنفي الشرك، والشرك ينفي الوحدانية، فلا يمكن أن تجتمع الوحدانية والشرك في مكان واحد، بل هما ضدان لا يجتمعان، كالسواد والبياض).

قال شيخ الإسلام: (وقوم غلوا فيه ـ أي عيسى ـ وزعموا أنه الله أو ابن الله، وأن اللاهوت تدرع الناسوت ... جوهر واحد، ثلاثة أقانيم، وأن الواحد منها أقنوم الكلمة، وهي العلم، هي تدرعت الناسوت البشري، مع العلم بأن أحدهما لا يمكن انفصاله عن الآخرين، إلا إذا جعلوه ثلاثة إلهات متباينة، وذلك مما لا يقولونه).

والنصارى يعتقدون اجتماعهما، مخالفين بذلك الحس والعقل والنقل، ويحاول النصارى أن يقربوا هذه العقيدة للناس بضرب الأمثلة لها.

فمرة يشبهونها بالإنسان المكون من دم وروح وجسد، ومرة بالشمس المكونة من جرم وأنها تنير الأرض وتدفئها، ومنهم من شبهها بالشجرة، فإن لها أصل وهي الجذور والساق والورق.

<<  <  ج: ص:  >  >>