الأيدي والعواتق، ثم صار إلى أن لطمت اليهود خديه وربطوا يديه وبصقوافي وجهه وصفعوا قفاه وصلبوه جهرًا بين لصين، وألبسوه إكليلاً من الشوك، وسمروا يديه ورجليه وجرعوه أعظم الآلام، وهذا وهو الإله الحق الذي بيده أتقنت العوالم، وهو المعبود المسجود له، ولهذا قال تعالى:(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا).
وقال الله تعالى:((شتمني ابن آدم وما ينبغي له ذلك، وكذبني ابن آدم وما ينبغي له ذلك، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدًا، وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوًا أحد ... )).
قال ابن القيم:(وبالجملة: فلا نعلم أمة من الأمم سبت ربها ومعبودها وإلهها بما سبت به هذه الأمة، كما قال عمر رضي الله عنه: ((إنهم سبوا الله مسبة ما سبه إياها أحد من البشر)). وكان بعض أئمة الإسلام إذا رأى صليبًا أغمض عينيه عنه، وقال ((لا أستطيع أن أملأ عيني ممن سب إلهه ومعبوده بأقبح سب))).
ومن شركهم في الربوبية في هذا الباب: الغلو في المخلوق، حتى جعلوه شريك الخالق وجزءًا منه، وإلهًا آخر معه، وأنفوا أن يكون عبدًا له.
ومن شركهم في الربوبية: تشبيه بعضهم اتحاد اللاهوت بالناسوت وامتزاجه به باتحاد النار والحديد، وتمثيل غيرهم ذلك باختلاط الماء باللبن،