للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحقبة الزمنية للجاهلية، وبيان المقصود منها عندنا في هذا الباب:

الزمن الذي استغرقته الجاهلية غير واضح ألبتة، ولا هو محدد تحديدًا دقيقًا بحال من الأحوال، وهو بالتالي: موضع خلاف، ومدار نقاش، ولا سيما تلك الحقبة التي أطلق القرآن عليها لفظة (الجاهلية الأولى)، وقد اختلفوا في تحديدها اختلافاً كثيرًا.

ومهما يكن من أمر، فإنه مما لا شك فيه أنه يكاد يكون من المتفق عليه أن ثمة جاهليتين اثنتين سبقتا بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، هما:

الجاهلية الأولى: وهي الجاهلية القديمة الضاربة في أعماق التاريخ، والتي عرف من أصحابها: العرب البائدة، أو العرب الهالكة، من عاد وثمود، وطسم وجديس، والعمالقة ومدين، وأيم، وحضرموت، وجرهم الأولى.

والجاهلية الثانية: هي الجاهلية القريبة التي سبقت مباشرة ظهور الإسلام فامتدت إلى ما يقرب من أربعة أو خمسة من القرون، والتي تنسب إليها وإلى ما قبلها بقليل العرب العاربة والأخرى المستعربة، سواء أكانوا من القحطانيين سكان اليمن وجنوب شبه الجزيرة العربية أم كانوا من عرب العدنانية، بتهامة والحجاز ونجد، وما كان على مشارف بلاد فارس والعراق والشام، هؤلاء العرب الذين عنهم أخذنا اللغة العربية شعرًا ونثرًا، والذين فيهم تنزل القرآن الكريم، ومن بين ظهرانيهم خرج الرسول العربي الصادق الأمين. وهم المقصودون عندنا في هذا الباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>